يتناول هذا الكتاب الحلقة المفقودة في معظم الكتابات المتعلقة بالمقاصد والمصالح ، وهي تلك الحلقة التي تمكن الجهات المعنية من استعمال طريقة علمية عملية لمعرفة مراتب المصالح والمفاسدة حتى تتمكن من الظفر بتحديد الأولويات التي تحقق الأصلح فالصالح للناس وتدفع عنهم الأفسد فالفاسد.

 ولما كانت القضية الفلسطينية قضية المسلمين المركزية في هذا العصر ، لأنها تمثل جوهر الصراع بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان كان من أوجب الواجبات على العاملين لنصرة قضية الإسلام الأولى تطبيق فقه الأولويات على كل تصرف أو تدبير أو عمل أو اجتهاد يتعلق بهذه القضية ، وهذا يستلزم فرورة تشكيل هيئة أو هيئات مختصة بتقدير المصالح والمفاسد وتشخيصها والموازنة بينها ، وهذه الهيئة تتكون من مجموعة من المختصين في أبواب الفقه وأصوله والأولويات والمقاصد والسياسة الشرعية بالإضافة إلى مجموعة من أصحاب الخبرة السياسية مع الاستفادة من أهل الاختصاصات والخبرات الأخرى عند النظر في مسائل متعلقة بمجالاتهم ، والذي أراه أن هذا النوع من الاجتهاد سوف يرشد مسيرة الاجتهاد في مسائل الفضية ويوحد الجهود ، ويصحح المسارات ، ويقربنا من الوصول إلى موعود الله عز وجل لهذه الأمة بتحرير مسجدها الأقصى وبيت المقدس