مقدمة

مروان قبالن

ً في ظل أزمة
أدوات المشروع الوطني الفلسطيني، وغياب برنامج سياسي يحقق إجماعا
ً
شعبيا ويحظى بدعم
القوى السياسية الفلسطينية على اختالفها بعد تعثر مشروع الوصول إلى الدولة الفلسطينية من خالل المفاوضات،
وفي ظل األوضاع العربية الراهنة المتمثلة بتحول الثورات المدنية من أجل الحرية والعدالة إلى اقتتال أهلي
بفعل القمع االستبدادي والتدخل الخارجي، تبرز الحاجة إلى ضرورة البحث في واقع المشروع الوطني الفلسطيني
ومستقبله.
ً لقد توقف مشروع التحرير عن أ
ً ن يكون برنامجا

سياسيا لحركة التحرر الوطني الفلسطينية بأجنحتها المختلفة،

كما
ّ
ًض أن
طريق المفاوضات السياسية وصل أي ا إلى طريق مسدود. وقد أعادت حالة الغضب واإلحباط التي

ّ

تشهدها الساحة الفلسطينية، والتي عبرت عن نفسها في الهبة الشعبية الجارية في األراضي الفلسطينية، إلى
الواجهة السؤال عن الخيارات المتاحة أمام الشعب الفلسطيني لتحقيق تطلعاته المشروعة.
بعد مرور ربع قرن على تخلي منظمة التحرير عن خيار الكفاح المسلح، وانطالق مسيرة التسوية التي كان
يفترض أ نشاء

ّال قيام
ن تؤدي إلى إنهاء االحتالل وا دولة فلسطينية مستقلة، لم ينتج من عملية المفاوضات إ
االحتالل بفرض مزيد من الوقائع التي تقضي على أي إمكانية إلقامة دولة فلسطينية مستقلة على األراضي
المحتلة عام 1967 .لقد تحولت العملية السلمية بذاتها إلى أداة لتكريس االحتالل واستمراره، وقضم المزيد من
األراضي، نشاء المزيد من المستوطنات. وما يفاقم من
وا أزمة انسداد األفق هو استمرار حالة االنقسام بين
حركتي فتح وحماس، على الرغم من توقيع اتفاق المصالحة بينهما وتشكيل حكومة وفاق 2014